عاد الجدل مجدداً إلى الساحة السياسية في تشاد عقب اعتقال السلطات الأمنية للمعارض البارز، زعيم حزب "المحولون" ورئيس الوزراء السابق سيكسيه مسارا، فجر الجمعة 16 مايو/أيار2025، بعد مداهمة منزله في أنجمينا، وبحسب الحزب فإن مسلحين بالزي العسكري اقتحموا المنزل بالقوة في تمام الساعة 5:56 دقيقة صباحاً بالتوقيت المحلي، واقتادوا مسارا إلى جهة غير معلومة، دون تقديم أي تبرير رسمي في البداية، في سابقة قد تربك المشهد السياسي، وتثير التساؤل حول مستقبل التحول الديمقراطي في تشاد.
في عام 1997 وصف الباحثان الأمريكيان "ويليام إيسترلي، وروس ليفين" معدلات النمو في القارة الأفريقية بـ"المأساة" بسبب عدم قدرة غالبية الدول الأفريقية على تحقيق معدلات نمو تكافئ ما تمتلكه من موارد وثروات، وبعد مرور قرابة ثلاثة عقود على هذه الوصف حققت أفريقيا قفزات هائلة في معدلات النمو، لكن المأساة الحقيقة تكمن في عدم القدرة على ال
تتقدم الإمارات بخطى حثيثة نحو تعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي في منطقة شرق أفريقيا، ومؤخرًا اتخذت من كينيا محطة رئيسية في هذا الإطار، باعتبارها ذات تأثير اقتصادي وإقليمي يتفوق على جيرانها. وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا لافتًا في السنوات الأخيرة، تجسّدَ في سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والاستثمارات الضخمة في قطاعات متنوعة.
في خضم تفاقم الأزمات السياسية التي تعرفها البلاد، شهدت العاصمة مقديشو في 13 مايو/ أيار الجاري حفل الإعلان الرسمي عن حزب "العدالة والتضامن"، بزعامة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وبعضوية كبار مسؤولي الدولة، بما فيهم رؤساء ولايات جلمدغ وجنوب الغرب وهيرشبيلي، إلى جانب رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب، وعدد من الوزراء والمديرين العامين في الحكومة الفيدرالية، مما شكل سابقة في تاريخ التشكلات الحزبية في البلاد.
في منعطف دبلوماسي مفاجئ، يحمل دلالات استراتيجية عميقة على مستقبل الأمن والاستقرار في الصومال والقرن الأفريقي، أخفقت مفوضية الاتحاد الأفريقي في الحصول على الدعم المالي المنتظر من الإدارة الأمريكية، لصالح بعثتها الجديدة لدعم الاستقرار في الصومال (AUSSOM). يأتي هذا الإخفاق في توقيت حساس يتسم بتصاعد التهديدات من الجماعات المسلحة، وتزايد الحاجة إلى مقاربة أمنية أكثر فاعلية، ما يعيد أزمة التمويل الدولي إلى الواجهة، بوصفها أحد أبرز العوائق التي تواجه جهود إحلال السلام في الصومال.
في تطورٍ مفاجئ، يضيف طبقات جديدة من التعقيد على الأزمة العنيفة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، رفضت محكمة العدل الدوليّة (ICJ) في الخامس من مايو/آيار الجاري، الدعوى القضائيّة التي أقامها السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، متهمًا إياها بدعم قوات الدعم السريع لوجستيًا وسياسيًا وعسكريًا.
يتكرر المشهد كل عام؛ في 18 مايو/آيار تغرق الشوارع في الأعلام، ويسود الوجوه الترقب والانتظار، وتبعث الأغاني من كل زاوية، كأن المدينة كلها تنبض بلحن واحد. ينشر شيء مختلف في الهواء؛ طاقة لا تشبه الأيام العادية. الكل يستعد لشيء أكبر، لاحتفال لا كباقي الاحتفالات؛ صوماليلاند تحتفل باليوم الوطني.
تشهد منطقة غرب أفريقيا في السنوات الأخيرة، تحوّلًا دراماتيكيًّا في بنيتها الاقتصادية والسياسية، يتجلّى في موجة غير مسبوقة من انسحاب أو طرد الشركات الغربية من قطاعات استراتيجية، لطالما شكّلت عصب العلاقة بين المركز الاستعماري السابق والهامش الأفريقي. ما يحدث ليس مُجرّد إعادة توزيع لحصص الاستثمار، بل هو تمظهر عميق لتحوّل في فلسفة الحكم والتعامل مع الموارد المحلية، يحمل في طياته ملامح "ثورة صامتة" ضد نظام اقتصادي عالمي غير متكافئ.
تشهد العلاقات المائية بين دول حوض نهر أومو تحولاً استراتيجياً خطيراً مع توسع إثيوبيا في إنشاء سلسلة من السدود على النهر، مهددةً بذلك الأمن المائي لكينيا؛ وخاصةً بحيرة توركانا. فقد عمدت إثيوبيا إلى إنشاء خمسة سدود على نهر واحد (بعضها قائم والبعض الآخر قيد الإنشاء)، مما تسبب في انخفاض منسوب المياه في بحيرة توركانا الكينية، وإحداث تغييرات جذرية في النظام البيئي للبحيرة، وسبل عيش السكان المحليين المعتمدين عليها.
نجحت الغابون في استعادة عضويتها بالاتحاد الأفريقي، كما أعلن الأخير رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على ليبروفيل، بعد الانقلاب العسكري على نظام بونغو في 30 أغسطس/آب 2023، بعد نجاحها في استكمال المرحلة الانتقالية، وتنصيب رئيس جديد للبلد. فيما لم تتم تسوية عودة خمس دول إلى حظيرة الاتحاد (مالي وبوركينافاسو والنيجر وغينيا والسودان)، بعدما فشلت المشاورات في مجلس السلم والأمن، بمبادرة مغربية، لإعادة إدماجها في المؤسسة، وحثها على تسريع الانتقال الديمقراطي. كما تراجعت الإيكواس عن عقوباته السابقة على دول الساحل دون أن تغيير قناعات قاداتها الجدد.
يُعد كتاب "اختراع الصومال" من أبرز الأعمال الرائدة والمبتكرة التي تناولت الصومال، بل يرى فيه كثير من الباحثين أفضل ما كُتب عن هذا البلد من منظور نقدي ومعرفي. فقد شكّل الكتاب نقطة تحوّل فارقة في مسار الدراسات الصومالية، إذ فتح أفقًا فكريًّا رحبا أمام الباحثين، وأسهم في إعادة تشكيل المقاربات السائدة حول الصومال بصورة جذرية.
توفي أثول فوجارد في 8 مارس/آذار 2025 في مدينة ستيلينبوش بجنوب أفريقيا، عن عمر ناهز 92 عاما، بعد أن خلّف إرثا مسرحيّا استثنائيّا. كان الراحل من أبرز الكتّاب المسرحيين الذين بلوروا مسرحا مقاوما ومركّبا في جنوب أفريقيا، خلال واحدة من أكثر الفترات قسوةً وظلمة في تاريخ البلاد، هي فترة الفصل العنصري. لم يتعامل مع المسرح كمنصة للخطابة السياسية أو التنديد الظرفي، بل مختبرا للكشف عن جوهر الإنسان في مواجهة الطغيان، ومجال لاستبطان التمزّقات الداخليّة التي يُحدثها القمع في الذات الفرديّة كما في الوعي الجمعي.
يقدّم جيسكا سلسلة من المراجعات والقراءات في إصدارات مختارة بعناية حول القرن الأفريقي، تجمع بين العمق العلمي والسرد الأدبي. في هذا السياق، يأتي كتاب فلورانس بيرنو ديمقراطيات ملتبسة في إفريقيا الوسطى، والذي يستعرض التحولات السياسية في الكونغو برازافيل والغابون بين 1940 و1965. ويكشف كيف تشكّلت ديمقراطيات هجينة بين الهيمنة والاستقلال بعد الاستعمار. كما يفكك السرديات الجاهزة حول الإثنية، والسيادة، والديمقراطية.
لم تكن أفريقيا، في المخيال القديم، مجرّد إقليم جغرافي بل كانت صورة ذهنية، وإسقاطًا رمزيًا لـ "آخر". ففي نظر الإغريق، تمتدّ خلف الصحراء و"أعمدة هرقل" أرضٌ غريبةٌ تتلاشى فيها القوانين البشرية لتفسح المجال للتوحّش والغرابة والقداسة. أفريقيا هذه، التي كانت أكثر تخيّلًا منها مشاهدة، غذّت خيال الجغرافيين والشعراء والفلاسفة في المتوسّط القديم الباحث عن الآخر المختلف. إنها موطن لشعوب تعيش في الكهوف ونساء محاربات وكائنات هجينة، وأصوات موسيقية ليلية تنبعث من اللامكان، وغابات مسكونة، وكلها مؤشرات على تجاوز عالم التحضّر إلى عالم حدودي مقلق وجاذب في آنٍ معًا.
في ظل الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم، نتيجة الصراع العنيف بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، زخرت منصات التواصل الاجتماعي في أفريقيا بمنشورات ونقاشات تعكس مدى اهتمام النشطاء الأفارقة بمصير جامعة أفريقيا العالمية، الواقعة في جنوب الخرطوم.
حين تُذكر الإمبراطوريات الاستعمارية، تقفز إلى الأذهان فورًا بريطانيا وفرنسا وهولندا، فيما يبقى الاستعمار الإيطالي هامشيًا في الذاكرة الجمعية، محصورًا في سطور قليلة من كتب التاريخ. غير أن كتاب "الاستعمار الإيطالي" (Italian Colonialism) يأبى إلا أن يعيد تشكيل هذا الحضور المنسي، مُقدّمًا قراءة نقدية تُقارب الاستعمار الإيطالي في الصومال وإريتريا لا بوصفه استثناءً ناعمًا، بل مشروعا أيديولوجيا لم يخلُ من العنف والرمزية والفشل البنيوي.
ارتبط المسرح الأفريقي بتجذّره العميق في الطقوس والممارسات الجماعيّة التي كانت تشكّل نسيج الحياة الاجتماعية والروحيّة للمجتمعات الأفريقيّة. لم يكن هذا الارتباط مجرّد انتقال من طقوس دينيّة أو احتفاليّة إلى شكل مسرحي محض، بل هو استمرارية لبنية دراميّة متكاملة، تنطوي على أداء جماعي يتفاعل فيه الجمهور مع العرض بشكل مباشر.
"...يا إلهي، لكنني أشعر بابتعادي عنهم أكثر فأكثر! كيف سما أولئك القديسون المبتهجون بأنفسهم؟ وباتوا آخرين؟ وتماهت هويتهم مع الحب؟ هل هذا زمني أم موطني الذي يقتلني ببطء؟ كم أشعر بالوحدة! لسنوات ألفتُ النظر لمصلوب تلو الآخر؛ بلا جدوى!.." فقدت أفريقيا في أبريل/ نيسان الجاري المفكر الكونغولي فالنتين موديمبي (1941- 2025)؛ الذي عُد بجدارة واحدًا من أهم مفكريها وأكثرهم انخراطًا في قضايا ما بعد الاستعمار، ونقد الهيمنة الغربية بكافة أوجهها، لاسيما التي باتت تتجلى راهنًا في موطنه جمهورية الكونغو الديمقراطية.
حفل نشاط البروفيسور البريطاني الأفريقي حكيم آدي في الأسابيع الأخيرة بزيارات مختلفة عقب الاحفاء بحصوله على جائزة التفوق في الدراسات الأفريقية في كمبردج مطلع سبتمبر الجاري ثم مشاركة هامة في الاحتفال بمئوية مولد الزعيم الراحل أميلكار كابرال في كيب فيرد قبل توجهه إلى القاهرة لإطلاق الترجمة العربية لكتابه Pan-Africanism: A History (2018) ومشاركته في عدد من الفعاليات ذات الصلة اختتمها بزيارة إلى مقر الجمعية الأفريقية بالقاهرة لحضور جلسة ثقافية رفقة مجموعة من الشباب الأفريقي، وكان هذا الحوار معه حول عدد من اهتماماته ورؤاه وأفكاره
قضى إسماعيل عمر غيله، رئيس جيبوتي، نحو ربع قرن في كرسي الرئاسة، منذ انتخابه لأول مرة عام 1999، خلفًا لقريبه حسن جوليد، أول رئيس للبلاد، بعد الاستقلال عام 1977، ومقارنةً بسلفه يعتبر غيله أكثر انفتاحًا وتقبلًا للتنوع العرقي والثقافي في البلاد، دون اختلاف في جوهر الحكم غير الرشيد بين الرجلين.
أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان، في ديسمبر/كانون الأول 2024، المرحلة الجديدة من مشروع تمكين نساء الساحل والعائد الديموغرافي (SWEDD)، الذي مكّن خلال العقد الماضي أكثر من مليوني فتاة في أفريقيا جنوب الصحراء. هذا المشروع الجديد، المسمى "SWEDD+" (تمكين نساء أفريقيا جنوب الصحراء والعائد الديموغرافي بلس)، والممول من البنك الدولي بميزانية قدرها 365 مليون دولار، يهدف إلى تعزيز التعليم والصحة الإنجابية والفرص الاقتصادية للفتيات.
في حوار لأندرو هاردينغ، المراسل المخضرم في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في باريس مع جيسكا عن كتابه "عمدة مقديشو"؛ يصف هاردينغ مدينة مقديشو «بالمدينة المتلونة كالحرباء»، في إشارة إلى صعوبة الإمساك بجوهرها أو تعريفها بسهولة حتى بالنسبة لمن يعرفها جيدًا. غالبًا ما تُصوَّر المدينة من خلال الظروف التي صادفتها منذ سقوط الصومال في أتون حرب أهلية بشعة بداية التسعينيات، عندما انهار نظام محمد سياد بري العسكري.
في ظلّ استمرار الحرب في السودان، وتداعياتها المتفاقمة على المستويين الإقليمي والإنساني، تبرز الحاجة الملحّة لفهم أعمق لرؤية الحكومة السودانية إزاء المشهد الراهن، واستراتيجياتها لمواجهة التحديات المتصاعدة. في هذا الحوار الخاص، نستضيف في المنصة سعادة سفير جمهورية السودان لدى جمهورية جيبوتي، الأستاذ محمد سعيد حسن، للوقوف عند أبرز تطورات الوضع السوداني، واستعراض الجهود الحكومية على الصعيدين الداخلي والدولي.
عندما زرتُ أنجمينا، أخبرني الكاتب السوداني عاطف الحاج، بأن هنالك شباب تشاديون يكتبون بالعربية، وكتاباتهم ناضجة جدا. قدم لي أعمال بعضهم، وكان من ضمنها رواية "مزرعة الأسلاك الشائكة" للكاتب طاهر النور، وقد صدق عاطف، فعند قراءتي لنماذج من الرواية التشادية المكتوبة بالعربية، وجدتها مذهلة جدا، رغم أنها كُتبت متأخرة، لأن العربية ليست اللغة الرسمية للدولة، وليست لغة الثقافة السائدة أيضا.
لقد كان فرض ترامب للرسوم الجمركية تأثير كبير زعزع الاقتصاد العالمي، ما أدخل العالم في حقبة جديدة من عدم اليقين. في هذا السياق، تتحدث جيسكا إلى عبد الله نداي، الاقتصادي السنغالي والأكاديمي، حول الكيفية التي ستؤثر بها هذه الإجراءات على أفريقيا.