الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
اختُتم في مدينة يوكوهاما مؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية الأفريقية (TICAD 9) بحضور نحو عشرين رئيس دولة أفريقية، حيث قدّم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا رؤية جديدة للعلاقات مع القارة، تقوم على الدمج بين التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا المتقدمة. وأعلن إيشيبا عن حزمة تمويلية بقيمة 5.5 مليار دولار بالتعاون مع بنك التنمية الأفريقي، إلى جانب برنامج تدريبي يستهدف إعداد 30 ألف خبير أفريقي في مجال الذكاء الصناعي خلال ثلاث سنوات، فضلًا عن مبادرة لإنشاء "منطقة اقتصادية" تربط المحيط الهندي بالقارة الأفريقية، بما يعكس رغبة طوكيو في تكريس موقعها شريكًا تنمويًا موثوقًا في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة.
وتأتي هذه الخطوات في وقت تتسابق فيه القوى الدولية على النفوذ في أفريقيا، حيث تراهن اليابان على الاستثمار في رأس المال البشري والتحول الرقمي بديلاً عن النماذج التقليدية القائمة على القروض والمشاريع الضخمة. لكن هذه الطموحات تثير تساؤلات حول قدرة طوكيو على تحقيق أثر مستدام في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها الدول الأفريقية، وما إذا كانت هذه المبادرات ستترجم إلى شراكات متوازنة أم أنها ستندرج في سباق جيوسياسي جديد يعيد إنتاج أنماط الهيمنة بأدوات أكثر نعومة.