الأربعاء 19 نوفمبر 2025
أفادت مجلة «أفريقيا إنتليجنس» أن الرئيسة التنزانية سامية سولوهو حسن أجرت اتصالات منفصلة مع الرئيس الكيني ويليام روتو ونظيره الأوغندي يويري موسيفيني لطلب إسناد سياسي إقليمي خلال ذروة التوترات المرتبطة بالانتخابات، فيما ظلت سفارات غربية "تعمل في العتمة" منذ اليوم الأول للاقتراع، بسبب انقطاع الاتصالات، وصعوبة الوصول إلى المسؤولين. ويندرج التحرك في سياق مساعٍ لاحتواء تداعيات داخلية، وحساسية خارجية رافقت سير العملية الانتخابية.
تأتي الإشارات إلى الاتصالات الإقليمية مع تصاعد الغضب الشعبي في مدن عدة، وانقطاع جزئي للإنترنت وفرض قيود أمنية، إلى جانب حرمان أبرز وجوه المعارضة من خوض السباق. وتحدثت تغطيات دولية عن احتجاجات وأعمال عنف قابلتها الشرطة بالقوة، وسط اتهامات باستخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع واعتقالات واسعة. كما أثارت نسب المشاركة والأرقام الرسمية المعلنة لاحقًا، التي منحت الرئيسة فوزًا كاسحًا، تشكيكًا واسعًا في نزاهة السباق، وإطاره التعددي.
وبحسب «أفريقيا إنتليجنس»، فإن قناة التواصل مع روتو وموسيفيني جاءت بينما واجهت دار السلام صعوبات في إيصال رسائلها إلى العواصم الغربية، نتيجة انقطاع الخدمات وإرباك قنوات التنسيق المعتادة يوم الاقتراع وما تلاه. ويضيف تقرير سابق للمجلة أن الرئيسة واجهت كذلك تململاً داخل حزب «شاما شا مابيندوزي» الحاكم، ومؤسسات أمنية بسبب تركّز السلطة قبيل التصويت، ما استدعى محاولات لتأمين شبكة دعم داخلية وخارجية على حد سواء.
في نيروبي، ربطت تغطيات محلية بين تصاعد التوتر في تنزانيا وحديث عن مكالمات رئاسية متبادلة؛ إذ يراقب القطاع الخاص الكيني أي اضطراب جنوبي الحدود لما له من تأثير على التجارة البرية والبحرية، لاسيما بعد احتكاكات سابقة حول سياسات العمل والاستثمار في دار السلام. وتداولت منصات كينية أخبارًا عن اتصالات لسولوهو مع روتو وموسيفيني مع ازدياد السخط السياسي واندلاع الاحتجاجات.
وعلى الأرض، رصدت وسائل إعلام دولية توترات عنيفة وانقطاعات إلكترونية، فيما انتقدت منظمات حقوقية نمط "الإقصاء السياسي" وتكرار حالات الإخفاء القسري والاعتداء على ناشطين. وتحذّر قراءات مستقلة من أن تآكل المنافسة، وتضييق المجال العام قد يدفع المشهد نحو استقطاب طويل الأمد، ما لم تُطلق تدابير تهدئة عاجلة تشمل الإفراج عن معتقلين سياسيين، والتحقيق في استخدام القوة ومراجعة البيئة القانونية الناظمة للانتخابات.
إقليميًا، يعكس السعي إلى مظلة دعم من روتو وموسيفيني إدراك دار السلام لثقل العاصمتين في منظومة شرق أفريقيا (EAC)، سواء لاعتبارات التجارة والممرات اللوجستية أو لأدوارهما الأمنية. غير أن المساندة السياسية، إن قُدِّمت، لن تكون بديلاً عن استجابة داخلية مستدامة لمطالب الشفافية والمساءلة، خاصةً مع استمرار التغطيات التي تشكك في الإطار التعددي للانتخابات وتدين العنف الذي رافقها.