تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأحد 16 نوفمبر 2025

  • facebook
  • x
  • tiktok
  • instagram
  • linkedin
  • youtube
  • whatsapp
تحليلات

من الوعظ إلى التصويت.. هل تعيد الكنائس تشكيل المشهد السياسي الأفريقي؟

12 سبتمبر, 2025
الصورة
من الوعظ إلى التصويت.. هل تعيد الكنائس تشكيل المشهد السياسي الأفريقي؟
Share

لم تعد أجراس الكنائس في أفريقيا تدقّ فقط لإعلان القداس وإحياء الاحتفالات الدينية، بل باتت تُقرع كإشارة لبدء معركة سياسية، تنطلق من ضواحي نيروبي أحيانا وتمتد إلى أقصى مناطق الجنوب الأفريقي في بريتوريا وهراري في أزمنة أخرى، كما تعرفها كينشاسا وأديس أبابا وكمبالا وغيرها من العواصم السمراء، التي أضحى القرار السياسي فيها يمر عبر مذابح الكنائس ومنابرها، ويقوده رجال دين أو زعماء يتسلحون بالنصوص المقدسة أو يطلبون الدعم من ساحات الصلاة.

آخر فصول المواجهات السياسية الممزوجة بالطقوس الروحية، كانت في خطة الرئيس الكيني وليام روتو، الذي أعلن في مطلع يوليو/تموز 2025، عن بناء كنيسة ضخمة في القصر الرئاسي بنيروبي، في خطوة وصفت بأنها محاولة لإنقاذ رئيس مأزوم يواجه تحديات قد تطيح به في انتخابات أغسطس/آب 2027، ليشارك الرئيس الكيني نظرائه في القارة الذين أقدموا على خطوات مشابهة وقت الحاجة.

الرؤساء الأفارقة والكنائس

مع تزايد الانتقادات لإعلان روتو الخاص ببناء الكاتدرائية لجأ الرئيس إلى إضفاء قداسة على قراره واصفا المعارضين له بأنهم أصوات الشيطان، لتختتم المواجهات بحكم قضائي من المحكمة العليا بوقف مشروع البناء كونه يتعارض مع المادة 8 من الدستور الكيني الذي ينص على أنه لا دين للدولة.

ورغم صدور الحكم، إلا أن النقاشات لا تزال مفتوحة حول جدلية العلاقة بين الكنيسة والممارسات السياسية في القارة، لا سيما وأن روتو الذي بدأ مسيرته كمبشرٍ للشباب في الاتحاد الوطني الأفريقي الكيني، لم يكن أول رئيس يعلن عن بناء كاتدرائية وطنية، بل سبقه إلى ذلك الرئيس الغاني السابق نانا أكوفو أدو، الذي أعلن عن مشروع بناء كنيسة تكلف 58 مليون دولار، في نفس العام الذي تخلفت فيه بلاده عن سداد ديونها، وهو ما فتح موجة انتقادات وقتها.

ولا يقف الأمر عند إغراء رجال الدين والمجتمع المسيحي بالإعلان عن مشروعات لبناء كنائس ضخمة، بل مزج الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا خطابه بالشعارات الدينية بشكل ملحوظ وهو ما يسميه الباحث ديون أ. فورستر، أستاذ اللاهوت العام والأخلاق في جامعة فريجي أمستردام، بالشعبوية الدينية السياسية، مؤكدا أن الكنائس الأفريقية لم تعد مؤسسات روحية تعنى بشؤون الإيمان والعبادة، بل تحوّلت في كثير من الدول إلى لاعب سياسي واجتماعي له ثقله وتأثيره في صناعة القرار وتشكيل الرأي العام.

الكنائس الأفريقية لم تعد مؤسسات روحية تعنى بشؤون الإيمان والعبادة، بل تحوّلت في كثير من الدول إلى لاعب سياسي واجتماعي له ثقله وتأثيره في صناعة القرار وتشكيل الرأي العام

ويضيف في ورقة بحثية له أن أبرز الأمثلة على ذلك العلاقة بين الكنيسة الميثودية في جنوب إفريقيا (MCSA) والحزب الحاكم (المؤتمر الوطني الأفريقي)، حيث ربطت الطرفين علاقة واضحة ومنها أنشطة القس فوكيل مهنا، القسيس العام للحزب الحاكم، والذي دافع بشراسة عن تصريح الرئيس السابق جاكوب زوما الذي قال فيه إن الأشخاص الذين صوتوا لصالح حزبه سيذهبون إلى الجنة، بينما يمكن أن يذهب أولئك الذين صوتوا لأحزاب أخرى إلى الجحيم.

ويوضح أنه عادة ما لجأت الكنائس لتوجيه الناخبين في عمليات التصويت أو الحشد للانتخابات، لافتا إلى أن ذلك حدث في نيجيريا والكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا وأوغندا وزيمبابوي، حيث وجدت الكنيسة نفسها في قلب الصراعات الأهلية والسياسية.

وفي جنوب أفريقيا أيضا حرص الرئيس سيريل رامافوزا على زيارة الكنائس إبان حملته الانتخابية في العام 2018، لاسيما كنيسة القديس إنجيناس في موريا بليمبوبو، إحدى أكبر الكنائس في البلاد، وبعدها وتحديدا قبيل انتخابات 2024 استهدف السياسيون الجنوبيون الكنائس للحصول على الدعم إذ زار بانيازا ليسوفي، رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) في غوتنغ، الكنيسة الأنجليكانية لحشد الأصوات وطلب الدعاء.

وفي غانا يصف تقرير نشره موقع "ذا أفريكا ريبورت" الانتخابات التي تجرى في البلاد بأنها عادة ما تحسم على أساس ديني، منوها إلى أنه في بلد يُنسج فيها الدين بشكلٍ مُعقّد في نسيج المجتمع، فإنّ التفاعل بين الإيمان والسياسة ليس بالأمر الجديد، حيث تلعب الكنائس والمساجد أيضا أدوار في أي عملية انتخابية تجري في البلاد.

وينقل الموقع عن المحلل السياسي في جامعة غانا جوشوا جيبونتي زاتو، قوله إن الساسة الغانيون يرون الدين الأداة الأكثر تأثيرًا التي يمكن استخدامها للوصول إلى قلوب وعقول الناخبين، وهو ما يجعلهم يتحالفون مع المؤسسات الدينية نظرًا لـ"القوة الإقناعية" التي يتمتعون بها على أتباعهم.

الكنائس في قلب المعارك الانتخابية

التوظيف السياسي لم يكن حيلة بيد الزعماء والقادة السياسيين وحدهم، بل لعبت عددا من الكنائس الأفريقية أدوارا بارزة في المشهد الانتخابي، يظهر ذلك في أوغندا التي تستعد للانتخابات العامة في 2026، إذ دقّ قادة دينيون تابعون لمجلس الأديان (IRCU) ناقوس الخطر إزاء بوادر العنف السياسي التي بدأت تظهر بالفعل في الانتخابات التمهيدية الأخيرة للشباب والأحزاب، مطالبين الفاعلين السياسيين ووسائل الإعلام وقوات الأمن والمجتمع المدني، بالاحتشاد خلف السلام والحوار والسلوك المسؤول في الفترة التي تسبق الانتخابات.

وجاءت الدعوة سالفة الذكر تزامنا مع زعم تقارير صحفية أوغندية سلطت الضوء على الحضور الكنسي الملحوظ في المشهد السياسي، ومنها ما ذكره موقع Nile Post، الذي يؤكد أن أوغندا ذات الأغلبية المسيحية لم يعد القادة الدينيون فيها يلعبون أدوارهم كمرشدين أخلاقيين بل أصبحوا يخوضون بشكل متزايد غمار المعارك السياسة، لافتا إلى أن أحد هذه الرموز هو القس جوزيف سيروادا، الشخصية البارزة في الحركة الخمسينية الأوغندية.

الساسة الغانيون يرون الدين الأداة الأكثر تأثيرًا التي يمكن استخدامها للوصول إلى قلوب وعقول الناخبين، وهو ما يجعلهم يتحالفون مع المؤسسات الدينية نظرًا لـ"القوة الإقناعية" التي يتمتعون بها على أتباعهم

ويشير الموقع إلى أنه في عام 2016، وخلال الانتخابات العامة، أعلن القس سيروادا تأييده العلني للرئيس موسيفيني، حاثاً أتباعه على التصويت له، معتبرا أن التصويت ضد موسيفيني سيكون بمثابة تحدٍّ للإرادة الإلهية، مصرا على أن تأييده مستوحى من الصلاة، لا من السياسة.

وفي المقابل يلعب المجلس المسيحي المشترك الأوغندي (UJCC)، أدوارا سياسية بارزة إذ سبق وأن أصدر بيانات تُدين سياسات الحكومة، ونادت بإصلاحات انتخابية، بل هددت بحشد أتباعها ضد ما يُسمونه الظلم المجتمعي.

وفي الكونغو لم تقف الكنيسة عند حد التأييد والرفض لزعيم سياسي، بل قادت المفاوضات بعد الأزمة السياسية التي وقعت في البلاد حين رفض الرئيس جوزيف كابيلا ترك منصبه بعد انتهاء ولايته، حيث لعبت الكنيسة الكاثوليكية دور الوساطة في اتفاق سان سيلفستر للسلام الذي وقع في 31 ديسمبر/كانون الأول 2016، والذي كان من المفترض أن يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية، وإصلاحات داخل اللجنة الانتخابية، وإجراء انتخابات بحلول نهاية عام 2017، دون أن يكون كابيلا مرشحًا.

وعلى الرغم من رعاية الكنيسة للاتفاق إلا أن الرئيس كابيلا لم يلتزم بنصوصه وهو ما دفع الكنيسة للانسحاب في مارس/آذار 2017، من دورها كوسيط، إلا أنها لم تقف عند هذه النقطة بل اضطلعت بدور تنظيم الاحتجاجات للتعبير عن المطالب الرامية إلى إجراء إصلاحات سياسية وتنظيم انتخابات سلمية، حيث قادت الكنيسة وقتها 149 مسيرة في مناطق مختلفة من البلاد، ولم يمنعها عنف الشرطة من الدعوة لمزيد من الاحتجاجات.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتبني فيها الكنيسة الكونغولية أدوارا سياسية واضحة، ففي عام 1991، ترأست الكنيسة المؤتمر الوطني السيادي الذي وضع إطارًا للانتقال السياسي في مرحلة ما بعد الرئيس موبوتو سيسي سيكو الذي نحي عن السلطة في عام 1997، كما كان لها دورا فعالا في المفاوضات التي أدت إلى الحوار الكونغولي المشترك بين عامي 2001 و 2003، والذي أنهى الحرب في نهاية المطاف.

وكان آخر التحركات السياسية للكنيسة الكونغولية في يناير/كانون الثاني 2023 حين فاجئ الأب فيكتور نتامبوي، زوار إحدى الكنائس المحلية في كينشاسا، عندما رفع بطاقته الانتخابية أمام المصلين مطالبا الحضور باتباع نهجه، ورفع بطاقاتهم، وإثبات تسجيلهم، والحرص على المشاركة في الانتخابات.

وعن هذا الدور يقول جيسون ستيرنز، مدير مجموعة أبحاث الكونغو إنه "لطالما كانت الكنيسة الكاثوليكية حجر الأساس لحركات الاحتجاج في الكونغو منذ عام 1992 على الأقل، وهي بمثابة سلطة أخلاقية وشبكة تعبئة"، إلا أنه ينتقد تركيزها على الانتخابات إهمالها لقضايا أخرى مثل العدالة الاجتماعية، وأنه عليها أن تبذل جهدًا أكبر لتكون أكثر شفافيةً ومساءلةً أمام أعضائها".

و من الكونغو إلى نيجيريا حيث يرصد الكاتب والسياسي روبن أباتي التدخلات الكنسية في السياسات العامة، مؤكدا أنه لا يمكن تخيّل أن الكنيسة في نيجيريا وقادتها لن يكونوا مهتمين بالسياسة، معرجا على ما قامت به الكنيسة إبان انتخابات 2023 حين أنشأت قسما للسياسة والحوكمة، والذي قيل وقتها إن الغرض منه هو دعم نائب الرئيس وقتها ييمي أوسينباجو.

ويستدل أباتي في مقاله الذي نشرته صحيفة THISDAY النيجيرية، على اهتمام الكنائس المتزايد بالسياسة في نيجيريا بالحديث المنسوب إلى القس إينوك أديبوي، المشرف العام على الكنيسة، الذي تنبأ ذات مرة بأن أحد أعضائها سيُصبح رئيسًا لنيجيريا، مشيرا إلى أنه عندما تولى البروفيسور أوسينباجو منصب نائب الرئيس عام 2015، غمرت الحماسة أعضاء الكنيسة، وتحدثوا بصراحة عن نبوءة على وشك التحقق.

التصويت ضد موسيفيني سيكون بمثابة تحدٍّ للإرادة الإلهية، مصرا على أن تأييده مستوحى من الصلاة، لا من السياسة

يشير إلى أنه على الرغم من النص صراحة في المادة 10 من دستور 1999 على أنه لا دين للدولة إلا أن السياسيين النيجيريين حولوا الدين إلى محور اهتمام خاص، إذ أنه في كل مبنى حكومي في الولايات ومبنى الدولة في أبوجا، يوجد عادةً مسجد وكنيسة، وتنتقل السلطة بين الموقعين اعتمادًا على دين القائد الرئيسي المسؤول، الذي يُعيّن بناءً على ذلك مستشارين ومساعدين خاصين في الشؤون الدينية، كما يُرسل القادة المسيحيون أعضاء دوائرهم الانتخابية في رحلات حج إلى القدس، وكذلك يفعل المسلمون لأعضاء مجتمعهم الديني.

وتتلاقى هذه المعلومات مع ما ذكره تقرير لصحيفة Independent Nigeria والتي أكدت فيه أن الجمعيات المسيحية والكنائس عادة ما تنشط للدعاية للمرشحين المسيحيين في انتخابات حكام الولايات والبرلمان، لافتا إلى الجمعية المسيحية النيجيرية (CAN) والهيئات التابعة أحد أبرز هذه الكيانات المهتمة بالسياسة، إذ سبق وأن أعلنت الجمعية دعمها لرؤية حاكم لاغوس، باباجيدي سانو-أولو، في الترشح لولاية ثانية إبان الانتخابات الماضية.

ليس هذا فحسب، بل سبق وأن أعلن الأسقف الدكتور ثيوفيلوس أجوس، مدير مديرية السياسة والحوكمة (DPG) في فرع ولاية لاغوس للزمالة الخمسينية النيجيرية (PFN)، أن جسد المسيح أيد طموح الحاكم، مرشح حزب المؤتمر التقدمي (APC)، للترشح لولاية ثانية في الانتخابات التي جرت في 18 مارس/آذار 2023، مطالبا المسيحيين باتباع توجيهات القادة المسيحيين والخروج بأعداد كبيرة للتصويت لسانو-أولو ليفوز في الانتخابات.

الدين ساحة للتوظيف بين الحكومة والمعارضة

التقاطعات الدينية والسياسية ذاتها حاضرة في المشهد الزيمبابوي، إذ يقول الباحث شيبرد مبوفو، من جامعة جنوب أفريقيا، إن الكنيسة لطالما ظهرت كلاعب رئيسي في المشهد السياسي في البلاد، لافتا إلى أنه إبان الانتخابات التي جرت عام 2018 تم استخدام الدين لأغراض مختلفة في السياسة، مثل التمسك بالسلطة، والتنافس عليها وتوبيخ القادة وإسكات المعارضين.

ويوضح في ورقة بحثية له أن ورقة الكنيسة استخدمها زعيم حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي - الجبهة الوطنية (ZANU-PF) الحاكم، إيمرسون منانغاغوا، وكذلك استحضرها نيلسون تشاميسا، زعيم حركة التغيير الديمقراطي - التحالف (MDC-A) المعارضة، إذ سعى كل منهما لإضفاء ملمح ديني على تحركاته من خلال التجمعات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويضيف أن تشاميسا لعب دور خادم الشعب في هذه الانتخابات وصلى من أجل المرضى في المستشفيات، كما بشر في الكنائس، وعمل كقسيس مُرسَم، إلا أنه على النقيض منه استخدم منانغاغوا المحسوبية والإغراءات، وغرس شعورًا بالضعف لدى بعض المنظمات الدينية لتأييده، لافتا إلى أنه رغم النفوذ الذي يحظى به رجال الدين إلا أن العلاقة بين الدين وأنماط التصويت في الانتخابات لا تزال ملتبسة ومعقدة.

استدراج الكنيسة للمعارك يفقدها ثقة الجماهير

ويصف الباحث محمد بشير ، علاقة رجال الكنيسة برجال السياسة بأنها مثيرة للغاية، خصوصاً بعد الحراك السياسي المشهود للكنيسة في الساحة السياسية، مؤكدا أنه يصعب فرز هذه العلاقة في إطار محدد، إذ أن الدور الذي تقوم به الكنيسة ويديره رجالها عادة ما يكون مرجحا كفة أحد الأطراف السياسية.

القسيس العام للحزب الحاكم، والذي دافع بشراسة عن تصريح الرئيس السابق جاكوب زوما الذي قال فيه إن الأشخاص الذين صوتوا لصالح حزبه سيذهبون إلى الجنة، بينما يمكن أن يذهب أولئك الذين صوتوا لأحزاب أخرى إلى الجحيم

ويشير في دراسة له إلى أنه عادة ما يتم استدعاء الكنيسة في المعارك السياسية قد يتسبب في خلق انقسامات داخل الكنائس بسبب تباين مواقف أعضائها ومصالحهم، مستدلا بما حدث في الكونغو حين ألقت الأزمة السياسية بظلالها على العلاقات بين الكنائس الرئيسية، إذ اختصت الكنيسة الكاثوليكية بدعم المعارضة وتؤيدها في ذلك الكنيسة الرومانية (الفاتيكان)، بينما أعلنت كنيسة kimbanguiste تدعم نظام الرئيس جوزيف كابيلا، ومعها الكنيسة البروتستانتية. وينبه إلى أنه يوجد ممارسات مشابهة في الكاميرون وتوغو وبوروندي، ما يعني وجود كثير من الحالات التي يستدرج فيها السياسيون، سواء من السلطة أو من المعارضة رجال الكنيسة إلى صفوفهم بغية حسم مسألة سياسية لصالحهم.

المسارات سالفة الذكر وإن كان بعضها متجذرا في السلوك الاجتماعي الأفريقي، بحكم ارتباط الأفارقة بمرجعياتهم الدينية، إلا أنه قد يمثل مدخلا لتكريس الاستبداد وإضفاء الشرعية على الديكتاتوريات في القارة، على حد وصف المستشرق Jon Abbink الذي يرى أن الدين يهيمن على الفضاء العام في إفريقيا أكثر من السياسة نفسها، وأذ ذلك أصبح يشكّل تهديدًا لمفهوم للتعددية التي تمتاز بها القارة.