الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
أعلنت سلطات بونتلاند أن قواتها الدفاعية ألقت القبض على مواطن تركي خلال عملية أمنية ضد خلايا تنظيم "داعش" في وادي بالَده بولاية برِي، ضمن المرحلة الرابعة من عملية "هلاع" المستهدفة لمعاقل التنظيم في جبال عَلمِسْكَاد شمال شرقي الصومال. وذكرت المصادر أن الموقوف يُدعى فيزل هاشم سليمان، وهو ثاني تركي يقع في قبضة قوات الولاية خلال أقل من شهرين، بعد توقيف حسن أتار في حادثة سابقة.
جرى الاعتقال مطلع الأسبوع خلال اشتباكات مع مقاتلي التنظيم في منطقة وادي بالَده، وذلك في ضمن حملة واسعة لتفكيك شبكات "داعش" في التضاريس الوعرة لجبال عَلمِسْكَاد. وأفاد مسؤولون في إقليم بونتلاند أن المقبوض عليه جزء من شبكة مقاتلين أجانب، يحمل بعضهم الجنسية التركية، وأنّ التحقيقات تتناول مسارات انتقال هؤلاء من مسارح القتال في سوريا إلى شمال الصومال، إضافةً إلى صلات محتملة بشبكات تهريب.
تأتي هذه العملية في سياق ضغط عسكري وأمني متزايد على "داعش-الصومال" في إقليم بونتلاند، إذ سبق أن أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) تنفيذ سلسلة ضربات جوية، منذ أواخر أغسطس/ آب وحتى مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، استهدفت ملاذات قيادات التنظيم في سلسلة جبال غوليس، على بُعد نحو 50 كلم جنوب غربي بوصاصو، بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية وسلطات بونتلاند. كما تحدثت أفريكوم في أغسطس/آب عن انتهاء عملية استمرت أسبوعين، وشملت ضربات مركّزة ضد مواقع القيادة.
في فبراير/ شباط الماضي، أشارت "رويترز" إلى أن هجومًا بريًا تدعمه ضربات جوية مكّن قوات بونتلاند من استعادة مساحات ونقاط ارتكاز مهمة من تنظيم "داعش" في محيط جبال غوليس، في أكبر حملة من نوعها خلال أعوام، مع تحذيرات رسمية من تدفق مقاتلين أجانب إلى صفوف التنظيم. ويأتي اعتقال المواطن التركي الجديد كحلقة في هذا المسار العملياتي المستمر.
ويُعد وجود "داعش-الصومال" في بونتلاند مصدر قلق أمني مزمن، إذ تؤكد تقييمات أمنية غربية أن الفرع المحلي يدعم أنشطة التنظيم عالميًا عبر جمع الأموال والتجنيد والتخطيط لهجمات خارج أفريقيا، مستفيدًا من التضاريس الوعرة وشبكات التهريب في الشمال الشرقي. وتُبرز هذه الخلفية أهمية توسيع تبادل المعلومات بين سلطات الولاية وشركائها الدوليين، لقطع طرق الإمداد ومنع تحركات المقاتلين الأجانب في المنطقة.
ولم تُعلن سلطات بونتلاند تفاصيل إضافية عن مسار التحقيق مع الموقوف التركي أو التهم المحددة الموجهة إليه، مكتفية بالتأكيد على استمرار عمليات التمشيط في وادي بالَده وسلسلة جبال عَلمِسْكَاد لتعقّب باقي المطلوبين. وتقول مصادر أمنية إن الهدف الراهن هو الضغط على شبكات الدعم المحلي والحدّ من قدرة "داعش" على إعادة التموضع في الجيوب الجبلية.