الأحد 9 نوفمبر 2025
بداية لا بد لفهم مسألة بقاء بول بيا في السلطة، من فهم طبيعة الكاميرون وجيرانها وبيا نفسه. فعلى الرغم من مكوثه في الحكم لأكثر من أربعة عقود، لا يزال شخصية غامضة لدى الكثير من الكاميرونيين، بمن فيهم وزراؤه أنفسهم.
خطابات الرجل مدروسة بعناية، كما بروتوكولاته الصارمة، وقلما ما يُجري مقابلات؛ فآخر مقابلة له مع صحفي محلي كانت عام 2002. لا يخاطب الأمة إلا ثلاث مرات في السنة، مما يجعل الكاميرونيين لا يرونه إلا نزرا، خلال احتفالات اليوم الوطني أو أثناء مغادرته في إحدى رحلاته المتكررة إلى الخارج، الشيء الذي جعله يُلقب لدى الكثيرين ب"المالك الغائب". وكما قال فريد زكريا عن الملكة إليزابيث الثانية الراحلة، فإن بول بيا "ممل ببساطة". لكن، خلافا للملكة التي "بقيت مملة من أجل بريطانيا"، فإن ملل بيا الظاهري يخدم فقط مصالحه الشخصية.
تتمتع منطقة أفريقيا الوسطى، التي تشمل الكاميرون، بتاريخ طويل في خلق بيئة مريحة للحكام المعمرين. خذ مثلًا تيودورو أوبيانغ من غينيا الاستوائية، الذي يحكم منذ عام 1979، حتى صار أطول الرؤساء بقاءً في الحكم عالميا. أما دونيس ساسو نغيسو من الكونغو برازافيل، فقد حكم أول مرة من 1979 إلى 1992، ثم عاد إلى السلطة عام 1997، ولا يزال رئيسًا إلى الآن. وكانت تشاد والغابون في وضع قريب إلى أن تغيرت القيادة مؤخرًا؛ فقد حكم إدريس ديبي تشاد لمدة 30 عامًا، بينما حكم عمر بونغو الغابون لمدة 41 عاما، وخلفه ابنه علي بونغو 14 عاما قبل الإطاحة به.
فعلى الرغم من مكوثه في الحكم لأكثر من أربعة عقود، لا يزال شخصية غامضة لدى كثير من الكاميرونيين، بمن فيهم وزراؤه أنفسهم
لقد وُصف بيا بأنه "رجل الأسد"، و"المسيح"، و"أبو الأمة"، و"اللغز"، و"أبو الهول"، و"مارادونا السياسة الكاميرونية"، لكن أياً من هذه الأوصاف لا يبدو أنه يلتقط حقيقته بالكامل. فبخلاف زعماء أفارقة آخرين أمضوا سنوات طويلة في الحكم، مثل: "بول كاغامي" أو "يويري موسيفيني"، الذين يتفاعلون مع العامة أحيانًا، ويبدون روحًا مرحة، يظل بيا محتفظًا بصورة متعالية ونخبوية.
أسهم وضع الكاميرون وتعقيداته الداخلية في تمكينه من البقاء؛ فالبلد يضم أكثر من 250 مجموعة عرقية ولغوية، مما يصعّب تشكيل معارضة موحَّدة. ويستغل حلفاؤه السياسيون هذه الانقسامات، ويغذّون المشاعر القبلية، في حين كرست الموروثات الدينية والاستعمارية عمق الجراح الداخلية. فالجنوب المسيحي غالبًا ما يبرز معارضا للشمال المسلم، كما أن الخلافات العالقة بين المناطق الناطقة بالفرنسية وتلك الناطقة بالإنجليزية، والناجمة عن الانقسام الاستعماري، تعقد أي جهد لتشكيل موقف موحَّد في وجه هذا الحاكم طويل الأمد.
من الصعب المبالغة في تقدير مدى السلطة التي يتمتع بها الرئيس الكاميروني الحالي. فقد وصفه الكاتب الكاميروني جورج نغوان، الذي دفع ثمن انتقاداته للنظام، بـ"بابا نويل" (سانتا كلوز). وكتب نغوان قائلاً: "يستطيع أن يحول بإيماءة من رأسه، أو ضربة من قلمه، أو بحسب حالته المزاجية خمسة أرغفة وسمكتين إلى وليمة عظيمة، أو على النقيض، فقد يحوّل واحة إقليمية واعدة إلى صحراء قاحلة". وعلى الرغم من أن هذا الوصف الأخاذ لا يفي تمامًا بمدى سلطته، إلا أنه يقترب بصورة شعرية آسرة من رسم حدود نفوذه الشبه توراتي في المشهد السياسي الكاميروني.
لم يكن صعود بيا إلى الرئاسة متوقعًا من قبل عائلته، التي ربّته في قرية صغيرة في غابات حوض الكونغو جنوب الكاميرون. وكان من المفترض أن يسلك طريق الكهنوت، لكنه استعاض عن ذلك بدراسة القانون والعلوم السياسية في جامعة باريس، وعاد ليتسلق سلم البيروقراطية الكاميرونية بسرعة. وبدلاً من أن يكون راعيًا لرعية، أصبح "الرجل الأسد" شخصية سياسية مهيمنة، يفوز بالانتخابات، التي كثيرًا ما توصف بالمزوّرة، بسهولة منذ 42 عامًا. لعل التساؤل عن كيفية تحقيقه لذلك، وهو في سن الثانية والتسعين، تقودنا إلى ماضيه الذي شكّله، وقدرته على الملاحظة الدقيقة التي مكّنته من تحييد خصومه أو التغلب عليهم.
يستطيع أن يُحوّل بإيماءة من رأسه، أو ضربة من قلمه، أو بحسب حالته المزاجية خمسة أرغفة وسمكتين إلى وليمة عظيمة، أو على النقيض، أن يُحوّل واحة إقليمية واعدة إلى صحراء قاحلة
عندما كان بيا شابًا يعمل في حكومة أحمدو أهيجو، كان يُنظر إليه على أنه شاب متواضع ودقيق ومتزن؛ ويبدو غير طموح، وهذه صفات ميّزته عن الطامعين في خلافة أهيجو. وقد أسرّت هذه الصفات قلب أهيجو، أول رئيس للكاميرون بعد الاستقلال عام 1960، وكسب بيا ثقته الكاملة. لكن، وكما قال بروتس في مسرحية "يوليوس قيصر" لشكسبير: "التواضع هو سلّم الطموح لدى الشباب". فقد كانت تحت صمت بيا وتواضعه شخصية أخرى، لم يلمحها سوى زوجة أهيجو، جيرمين، التي راودها الشك في هدوء هذا الشاب.
لقد أثبت الزمن صحة حدسها. فأهيجو، الذي حكم منذ استقلال الكاميرون، كان بكل المعايير ديكتاتورًا، لكن يُحسب له دفع النمو الاقتصادي، وانخفاض مستويات الفساد. وبعد أن خدم بيا حينما كان رئيسا للوزراء لسبع سنوات، ثم خلفه في الرئاسة عام 1982 بعد استقالة مفاجئة، يُشاع أن طبيبًا فرنسيًا خدعه ليقدمها بحجة المرض.
بعثت رئاسة بيا في بداياتها آمالاً كبيرة، لكن سرعان ما تحولت إلى خيبة أمل بفعل الفساد المستشري. وبعد أن تنحّى أهيجو عن الرئاسة، بقي رئيسًا للحزب الحاكم حينها؛ الاتحاد الوطني الكاميروني، وحاول التأثير من وراء الكواليس، الأمر الذي رفضه بيا، ما أدى إلى محاولتي انقلاب في عامي 1983 و1984 من أنصار أهيجو لاستعادة السلطة، لكن بيا قمعهما بسرعة. وبعد فشل انقلاب 1984، أعلن قائلاً: "النصر كاملا".
كان أهيجو قد فرّ من البلاد عام 1983، وصدر بحقه حكم بالإعدام غيابيًا من محكمة عسكرية (ثم خُفّف إلى السجن المؤبد). وتوفي لاحقًا إثر أزمة قلبية، ولا يزال جثمانه مدفونًا في السنغال منذ وفاته عام 1989، إلى جانب زوجته؛ إذ لم يُسمح بنقل رفاته إلى الكاميرون في عهد بيا. ولسوء الحظ، فإن أهيجو لقي جزاءه ممن كان تلميذه، في عدالة شعرية قاسية، تشبه ما كان يفعله هو نفسه بمعارضيه أثناء فترة حكمه، إذ كانوا يتعرضون للقمع الوحشي، وكثير منهم أُعدم أو نُفي قسرًا.
يُعرف بول بيا بمكافأته للولاء؛ إذ إن بعض أقرب حلفائه هم أولئك الذين ساعدوه على إحباط محاولتي انقلاب. كما وصفه أحد الصحفيين بدقة، فإن نظام بيا هو "أوليغارشية الشيوخ: حكومة الشيوخ من أجل الشيوخ." وعلى مرّ السنين، عزّز قبضته على السلطة من خلال ملء المناصب الحكومية والعسكرية بعناصر من مجموعته العرقية، مما أدى فعليًا إلى قمع أي معارضة محتملة. وبصفته رئيس المجلس الأعلى للقضاء، و"السيد الأكبر" للأوسمة الوطنية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، يُطلب من الوزراء أن يضعوا اسمه في الصدارة لإنجاز أي مهمة. وعبارة "تعليمات سامية من رئيس الجمهورية" ترد في معظم الوثائق الرسمية، ويلقى العقاب من يجرؤ على مخالفتها.
لم تنته التحديات أمام بيا، بعد محاولتي الانقلاب في عامي 1983 و1984. فعلى مرّ الزمن، واجه لحظات اتحد فيها الشعب ضده. ومع وصول ما يسمى بـ"الموجة الثالثة من الديمقراطية" إلى أفريقيا في التسعينيات، وبعد مقاومة أولية، أبدى بيا، على مضض، رغبته بأن يُذكر بوصفه من أدخل الديمقراطية إلى الكاميرون، وهو ما أفضى إلى أول انتخابات تعددية عام 1992. فاز فيها بيا بالكاد بـ40٪ من الأصوات، في حين يُعتقد على نطاق واسع أن خصمه الرئيسي، جون فرو ندي (مؤسس "الجبهة الديمقراطية الاجتماعية" عام 1990 وسط تحديات قاسية من حكومة بيا قُتل فيها ستة أشخاص على يد الشرطة)، هو من فاز فعليًا، حتى إن القاضي الذي أعلن النتائج صرّح أن "يديه كانت مقيدتين". أعقبت ذلك أعمال شغب، لكنها قُمعت بقسوة: وُضع فرو ندي تحت الإقامة الجبرية، واعتُقل قادة آخرون من الحزب وأنصاره.
لا يخاطب الأمة إلا ثلاث مرات في السنة... الشيء الذي جعله يُلقب لدى كثيرين بـ'المالك الغائب"
منذ عام 1992، عمل بيا على تقسيم المعارضة بالكامل؛ فهناك الآن نحو 300 حزب سياسي في الكاميرون، ويُعتقد أن بعضهم ممول سرًا من الحكومة. ويُعيّن بيا أعضاء الهيئة المشرفة على الانتخابات ويقيلهم كما يشاء، وبعضهم كانوا في حزبه الحاكم. وواصل اختبار حدود سلطته؛ ففي أبريل/نيسان 2008، ألغى حزبه القيود على عدد الولايات الرئاسية بعد أن قمع احتجاجات عنيفة في فبراير/ شباط من نفس العام بسبب ارتفاع الأسعار. لم يجرؤ أحد على معارضته، وفاز في انتخابات 2011 و2018 بنسبة تفوق 70٪.
من العناصر المحورية في حكم بيا زوجته، شانتال بيا، التي تُعرف بأناقتها الدائمة وتوازن الصورة الباردة لزوجها من خلال ظهورها العام البشوش. وقد ساهمت أنشطتها الخيرية عبر مؤسستها في تحسين صورتها العامة، وتعزيز مكانة زوجها. كما استخدم بيا كرة القدم وسيلةً لتعزيز سلطته السياسية. فقد منح الأداء التاريخي للمنتخب الوطني في كأس العالم 1990، حين وصل إلى ربع النهائي، بيا رصيدًا سياسيًا هائلًا. يُشار إليه غالبًا بأنه "المشجع الأول" للفريق الوطني، وكثيرًا ما يقارن بين الكاميرونيين و"الأسود التي لا تُقهر" في خطاباته. فبالنسبة للكثير من الكاميرونيين، تمثل كرة القدم ما تمثله الكريكت للهند: لحظة وطنية توحّد الجميع.
لكن استراتيجية بيا، رغم نجاحها في ترسيخ سلطته، لم تؤد إلى تنمية تُذكر أو تحسين أوضاع الشعب. فالفساد وسرقة المال العام باتا من سمات الكاميرون، التي صُنفت "أكثر دولة فسادًا في العالم"، في عامي 1998 و1999، وفقًا لمنظمة الشفافية الدولية.
يعيش نحو 23٪ من السكان تحت خط الفقر الدولي رغم ثراء البلاد بالموارد، مثل: الخشب والكاكاو والنفط والمعادن النادرة. ورغم هذه الثروات، تلجأ حكومة بيا إلى المؤسسات الدولية للاقتراض، وغالبًا ما يُعتقد أن هذه الأموال تنتهي في حسابات كبار المسؤولين. خذ مثلًا ما حدث في مونديال 1994: ساهم المواطنون بمبلغ يقارب مليار فرنك إفريقي (1.65 مليون دولار) لدعم مشاركة المنتخب، لكن الحكومة ادّعت العجز، وصرّح الوزير المسؤول في مقابلة تلفزيونية أن "المال اختفى في الجو بين باريس ونيويورك".
وبصفته رئيس المجلس الأعلى للقضاء، و'السيد الأكبر' للأوسمة الوطنية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، يُطلب من الوزراء أن يضعوا اسمه في الصدارة لإنجاز أي مهمة
لم يُحاسب الوزير، بل أنشأ بيا لاحقًا اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد (CONAC). ومع ذلك، أعلنت اللجنة في عام 2023 أن البلاد خسرت نحو 114 مليار فرنك إفريقي (188 مليون دولار) بسبب الفساد. يرى مراقبون أن اللجنة تُستخدم لمعاقبة الخصوم السياسيين أكثر من محاربة الفساد. فقد حُكم على وزير الدفاع السابق، ألان ميبي نغو، بالسجن 30 عامًا لاختلاسه 23.8 مليار فرنك، ويقضي وزراء ومسؤولون كبار آخرون أحكامًا طويلة بتهم مماثلة. لكن بعضهم يقول إنها دوافع سياسية، ما يعكس واقعًا لا أصدقاء دائمين فيه لبيا. ومع ذلك، لا يزال الفساد مستشريًا، كما قالت الصحفية الفرنسية فاني بيغو في كتابها: "لأن بول بيا فاسد أيضًا، لا يمكنه القضاء على الفساد."
يرى بيا في كل أزمة فرصة، فحين بدأت جماعة بوكو حرام مهاجمة شمال الكاميرون عام 2014، استغل الموقف لإصدار قانون مكافحة الإرهاب، الذي وُجه عمليًا لقمع المعارضين والإعلام. وبعد الانقلاب في الغابون على بونغو الابن، سارع إلى إعادة هيكلة الجيش، بإقالات وترقيات مفاجئة، لمنع أي محاولة مماثلة.
أُنشأ عام 2001 كتيبة التدخل السريع (BIR) لمكافحة الجماعات المسلحة، وقد نُسب لها الفضل بداية في الحد من الفوضى، لكنها لاحقًا أصبحت محط جدل واسع بسبب انتهاكات حقوق الإنسان. وبعد احتجاجات 2008، أُدخلت هذه القوة إلى المدن، ويقول منتقدون إنها تحولت إلى ميليشيا خاصة ببيا، تُقارن بقوات "تونتون ماكوت" سيئة السمعة في عهد دوفالييه في هايتي. ومن أبرز الحوادث، قيامها بإعدام امرأتين ورضيعيهما عام 2018، ما أثار استنكارًا دوليًا.
ورغم ذلك، حافظ بيا على علاقات جيدة مع القوى الكبرى، مثل: روسيا وأمريكا والصين وبريطانيا وفرنسا، التي تجاهلت انتهاكاته مقابل مصالحها. وعندما نشب خلاف مع نيجيريا حول شبه جزيرة باكاسي الغنية بالنفط، لجأ إلى محكمة العدل الدولية، التي حكمت لصالح الكاميرون.
يزداد القلق حول صحته مع التقدم في السن، ويُمنع الحديث عنها علنًا. أشيع خبر وفاته، في عام 2004، ثم عاد ليقول: "من يتمنى موتي فلينتظر عشرين عامًا". وفعلاً، اختفى ستة أسابيع في عام 2024، وعاد ليستقبله جمهور ضخم قيل إنه كاستقبال المسيح. فتحت هذه الأحداث نقاشا غير مسبوق عن مستقبل الكاميرون بعد رحيله. فبالرغم من تفوقه السياسي، يبدو أن عمره (92 عامًا) هو التحدي الأكبر أمام استمراره. ويبقى السؤال: من يخلفه؟
المستقبل يبدو قاتمًا. الشمال المسلم، الذي أنجب أول رئيس للبلاد، يرى أن دوره قد حان. أما حلفاء بيا من عرقية "بيتي/بولو" فيصرون على البقاء في السلطة، فيما تسعى مجموعة "باميليكي" الاقتصادية القوية والمهمشة إلى نيل الحكم أيضًا. والخليفة الدستوري لبيا، رئيس مجلس الشيوخ، يبلغ من العمر 91 عامًا. وهناك دعوات لتولي فرانك بيا، ابن الرئيس، المنصب بعد والده، في تكرار لسيناريوهات الغابون وتشاد.
كما يرى السكان الناطقون بالإنجليزية، المنخرطون في صراع انفصالي منذ 2017، أن الوقت حان لحكمهم. فمناطقهم تشهد نزاعًا مسلحًا يسعى لتأسيس دولة "أمبازونيا"، ما زلزل أسس الكيان الكاميروني. وأثناء مشاركته في قمة باريس للسلام عام 2019، قال بيا، خارج النص، إن محاولات دمج نظامهم مع النظام الفرنكفوني فشلت بسبب "اختلافات الهوية".
بيا ليس مجرد زعيم سياسي، بل هو الدولة نفسها، بسلطة هرمية تشبه نظام بوتين. أما أولئك الذين نادوا برحيله، فإما رحلوا عن الدنيا أو في السجون. وفي كل ظهور له، يعمّ السكون العاصمة ياوندي، وتخلو شوارعها. ورغم تقدمه في السن، يُطالب حزبه (الحركة الديمقراطية الشعبية الكاميرونية) بترشحه في انتخابات 2025، واصفين إياه بـ"المرشح الطبيعي".
سبق لبيا أن لمح إلى إمكانية الترشح مجددًا، قائلاً: "سمعت نداءاتكم وتشجيعكم، وسأظل مخلصًا لخدمة أمتنا الحبيبة". لكن وثيقة دبلوماسية مسربة عام 2009 كشفت أن النخب الشمالية المسلمة ستؤيد بيا ما دام يرغب في الحكم، غير أنها لن تقبل بخلف له من "بيتي/بولو" أو "باميليكي".
وإن قبل الترشح، فقد يكون فوزه محسومًا. لكن، وإن تأخر الانفجار السياسي حتى وفاته، فإن انكشاف حدود حكمه المطلق والانقسامات العميقة تنذر بمستقبل مظلم للكاميرون.