تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الجمعة 14 فبراير 2025

  • facebook
  • x
  • tiktok
  • instagram
  • linkedin
رأي

الصحفيون في الصومال هدف سهل

7 فبراير, 2024
الصورة
Somali journalists
Somali journalists wear body armour and helmets on April 09, 2009 donated by Doha Center for Media Freedom to local journalist in Mogadishu Somalia.AFP PHOTO/Mohamed DAHIR (Photo credit should read MOHAMED DAHIR/AFP via Getty Images)
Share

يواجه العاملون في الصحافة والإعلام الصوماليين الكثير من الضغوطات خلال ممارستهم أعمالهم، تتراوح بين الاعتداءات الجسدية، والضغوط النفسية واستهداف السمعة الشخصية، والاتهامات المؤدية إلى العزلة الاجتماعية أو حتى الاعتقال والتنكيل وبل التصفية من قبل الجهات الأمنية أو الجماعات المسلّحة.

الصحفيون هدف للإضطهاد
أشارت الفيدرالية الدولية للصحفيين "IFJ"، في تقرير لها إلى سقوط 57 قتيلاً بين الصحفيين على مدى الفترة ما بين 2010 و 2020، في حين لم يتم محاكمة إلّا أربعة منفذين لتلك الاعتداءا تخلال تلك الفترة، و حول هذا يقول الصحفي "محمود حسين": "يبقى الصحفي الحلقة الأضعف في ظلّ الأوضاع المضطربة، وعلى الرغم من اشتداد الاحتياج إلى من يقوم بالعمل الصحفي خلال فترات الصراعات، لنقل وتوثيق الأحداث اليومية، فإنّ ذات الحاجة تلك تجعله هدفاً للاطراف التي ترى أن نقل وتوثيق ما يجري يكون في غير صالحها، خصوصاً مع وجود اختلافات فكرية بين الصحفي وبين أحد الجهات أو كلّ الجهات المتنافسة على الساحة السياسية أو الامنية، ما يجعله الهدف الأسهل للتعرّض للتصفية، نظراً لعدم قدرة الصحفيين على توفير التأمين اللازم لحركتهم داخل مناطق الصراع أو مسرح الحدث، فليس ممكناً للصحفي الحصول على عربة مصفّحة أو مرافقة مسلّحة خلال عمله في الأماكن الخطرة، بل يعتمد على الأمل المستمر بالنجاة، واتباع خطوات بسيطة تزيد من احتمال عدم تعرّضه للأذى المباشر".
ويضيف "ليس كل أشكال الاستهداف والمضايقة منحصرة على التصفية الجسدية أو الإصابات، بل هنالك أيضًا أعمال الترهيب والابتزاز، واستهداف النزاهة الشخصية للصحفيين والإعلاميين، ومن ذلك كذلك الاعتقالات خارج القانون، كحالة الناشط والإعلامي "عبدالمالك موسى علدون"، الذي ظلّ معتقلاً لشهور في "هرجيسا"، قبل محاولة الحكومية ترتيب محاكمة له، كانت معظم ما خرجت به مسيئاً لمؤسسة القضاء ونزاهتها في البلاد.".

الإرهاب يستهدف الصحفيين
يقول الباحث "زكريا آدم" من مركز "هرجيسا للدراسات والبحوث": "تعرّض الصحفي المعروف عبدالعزيز محمود غوليد "أفريكا"، مدير إذاعة مقديشو المملوكة للدولة، للاغتيال بعد تفجير استهدف سيارته شمال العاصمة الصومالية، وإصابة مرافقه شرماركه محمد مدير الأخبار في التلفزيون الوطني الصومالي إصابات بليغة أدّت إلى نقله إلى خارج البلاد للعلاج، مع تبني حركة الشباب لعملية الاغتيال تلك مؤشر خطير على الوضع الذي يعيشه الإعلاميين في البلاد".
ويضيف "تزداد خطورة العمل الإعلامي على العاملين المنتسبين لجهات بعينها، فعلى الرغم من ازدياد خطورة العمل على الناشطين المستقلين وممارسي صحافة المواطن، فإن التجارب أثبتت أن العاملين بعض وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وحتى المؤسسات الحكومية أشدّ عرضة من سواهم للتعرّض لأعمال التصفية والاغتيال المخطط لها، لكن ذلك للأسف لا يقابله مقابل ماديُّ أو معنوي يمكن أن يجعل العمل الصحفي مجزياً ويستحق أن يطمح إليه أفراد المجتمع الأكثر جرأةً ووعياً".

قوى الأمن تمارس ضغوطًا
ويلقي الصحفي محمد جبريل المقيم في العاصمة الصومالية مقديشو الضوء على بعض مظاهر سوء استغلال السلطة، وعدم التواني عن توسيع دائرة الخلافات السياسية لتطال الصحفيين، بل وتجعلهم هدفًا لاعتداءات أجنبية " إنّ استهداف مؤسسة إعلامية بعينها، والتضييق على العاملين عليها أمرٌ شديد التكرار بشكل خطير، يقف وراءه أطراف سياسية نافذة، ترى العمل الصحفي يلقي الضوء على تقصيرها، كما حدث في ولاية الجنوب الغربي، وتغطية شبكة أرلادي للخلاف السياسي داخل برلمان الولاية في حينه. والمؤسف أنّ ردّ فعل الأطراف النافذة تلك، يفتح الباب واسعًا لسوء استخدام القوات الأمنية والعسكرية، بل ويتيح لأطراف أجنبية استهداف الصحفيين المواطنين، الذين يمكن محاسبتهم عبر القضاء في حال مخالفة القانون".
ويضيف جبريل " إن اعتقال صحفي شبكة أرلادي الإعلامية ، يوسف محمد آدم ، الذي احتجزته الوحدة الإثيوبية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) في بلدة بورهاكابا ، منطقة باي ، في 3 أكتوبر 2022، وأتى هذا الاعتقال بعد يوم من كتابته على صفحته على فيسبوك أن القوات الإثيوبية كانت تحتل بئر المياه الوحيد المملوك للمجتمع في بورهاكابا بينما كان العديد من السكان المحليين يعانون من نقص المياه نتيجة أثر الجفاف الشديد على الناس والحيوانات في المنطقة، واحتُجز في خيمة ضيقة بدون تهوية في معسكر ATMIS ، حيث تم عصب عينيه وتقييد يديه من قبل الجنود الإثيوبيين في المخيم. أثناء احتجازه قامت القوات الإثيوبية عبر مترجمها باستجواب عمل يوسف الصحفي ومنشوره القوات الإفريقية".

مساعٍ لتحسين ظروف العمل:
يصعب على الصحفيين في البلاد الحديث عن مخاوفهم وما يتعرّضون له علناً، لعدم يقينهم بأنّ هنالك من يمكنه مساعدتهم، وعلى الرغم من ذلك فهنالك توجّه كبير لتأسيس منظمات والمظلّات التي تدافع عن حقوق الصحفيين، ويقول الإعلامي "عبدالله شيخ عبدالقادر":" لحسن الحظ فإنّ الوعي يزداد بضرورة تكاتف الصحفيين، وإنشاء منظمات تعنى بامرهم وتسعى لتحسين ظروف عملهم، فلا تخلوا مدينة او محافظة او ولاية أو كيان سياسي في البلاد من منظمة مجتمع مدني تعني بالصحفيين، لكن إمكانيات تلك المنظمات لازالت محدودة، وتكاد لا تتجاوز حتى الآن مرحلة ردّ الفعل، من خلال التنديد بالاعتداءات التي يتعرّض لها منتسبوها أو حتى غير المنتسبين لها ضمن المجال الإعلامي، وكذلك متابعة قضايا الصحفيين المعتقلين، وتساهم أحياناً في صياغة التشريعات المنظمة للعمل الصحفي، وإن كانت تقوم بدور مهمّ في تدريب الكوادر والسعي لرفع مستواها المهني، بما يساهم في تجنيبها الوقوع في أخطاء وتجاوزات قد تبرر الاعتداء على تلك الكوادر واستهدافها".